لقد فشل انقلابيو المغرب كلهم، جنرالات شيوخ وكلونيلات شباب، في محاولتي 1971 و 1972، لضحالة تكوينهم السياسي والعسكري والفكري وتلك أهم خصائص المدرسة العسكرية الفرنسية التي تخرج “المخازنية”.
أما انقلابيو الصخيرات فقد وقع الملك بين أيديهم وأخروا إعلان النصر إلى أن تتم تصفية بعض الجيوب الثانوية، على أن يأخذوه بعد ذلك للإذاعة كي يتنازل عن الملك لتتم لهم الشرعية، وكان هذا التأخير منهم والجهل بمفهوم الشرعية هو سفينة النجاة للملك.
نفس الموقف كان من أوفقير الذي طالما خطط من وراء ستار للسيطرة على الحكم من خلال ضباط يدفعهم لإسقاط النظام ثم يغدر بهم ويسيطر على الملك بصفته وصيا على ولي العهد الذي كان حينئذ قاصرا. وكان سبب فشله الأساس محدودية تكوينه السياسي والفكري والعسكري وجهله بأبسط مبادئ الصراع السياسي ..وجهله بمفهوم الشرعية وكيفية اكتسابها فكان كذلك ضحية جهله ومحدودية تكوينه العسكري والسياسي.
لقد كان الخلل لديهم جميعا هو محدودية تكوينهم النفسي والسياسي والعسكري والاستراتيجي والجهل بمعنى الشرعية، وهذا الجهل من خصائص المدرسة العسكرية الفرنسية لأن هدفها دائما كان تكوين “مخازنية” ينفذون ولا يفهمون ما يؤمرون بتنفيذه.
لقد كان الجهل بمعنى الشرعية هو الذي جعل أصحاب الصخيرات يؤجلون إعلان النصر إلى أن يحصلوا على الشرعية بتنازل الملك، وجعل أوفقير يتخفى وراء صغار الضباط ليكسب الشرعية بالوصاية على ولي العهد.
والشرعية في مجال الصراع السياسي على السلطة بإجماع المفكرين والفقهاء والساسة والفلاسفة وعلوم الاستراتيجية هي شرعية الغلبة والتغلب وفرض الأمر الواقع، وقديما قال عمرو بن العاص عند فتح مصر:( وهي لمن غلب).
يقول فيديل كاسترو: لقد فشلوا في الإطاحة بي لأنهم جميعا كانوا يحرصون على البقاء في الحياة ليجنوا ثمرة الانقلاب… ففقدوا حياتهم ولم يحصلوا على الثمرة.
الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني الهاشمي